يمكنك قراءة بقية الحلقات من خلال هذا الرابط: حلقات رواية فيلا العجمي
رواية فيلا العجمي { الحلقة الثامنة }
يــــوم الخميـس
استقيظ أحمد كعادته الساعة الحادية عشر صباحاً ، وبدأ فى إعداد حقيبة سفره ، وكل ما يلزمه فى هذه الرحلة ، وبعد أن فرغ من أعداد الحقيبة ، وكل لوازمه اتصل بجاسر ، وأخبره أنه سيقابله الساعة الثانية عند منزله كما اتفقا من قبل .
وعندما جاءت الساعة الثانية ، جاء جاسر مع والديه فوجد أحمد فى انتظاره فسلم عليه ، وعلى والديه، وركب الجميع السيارة التى انطلقت إلى مدينة العجمى بمحافظة الإسكندرية ، وبدأت الرحلة ، وهما يتبادلان نقاشاً خفيفاً فى نواح شتى ، وشيئاً فشيئاً بدأ الصمت يخيم على السيارة ، فالوالد يقود السيارة فى صمت ، وكل من فى السيارة ينظر من نافذته .
كان أحمد يلقى بنظره فى الصحراء المترامية الأطراف ، وعقله سارح فى لا شىء تقريباً . لكن نستطيع القول أنه كان يتأمل أشياء كثيرة غير محددة ، وهو يستمع لبعض أغانى الموسيقار محمد عبد الوهاب ، الذى كان والد جاسر يعشقه .
وظل هكذا الحال حتى اقتربت السيارة من منزل جاسر ، فى مدينة العجمى بالإسكندرية ، ومع اقتراب وصلوهم إلى المنزل ...
قال لهم والد جاسر : حمداً لله على السلامة .
وكان ذلك قبل الغروب بقليل ، ووقفت السيارة أمام منزل جاسر ، وفتح الجميع أبوابها ، وكان أحمد هو أول من نزل من السيارة، وأخذ يتمطى بعد ما جلس طويلا فى السيارة .
ووجد أمامه منزلاً مقابل لمنزل جاسر ، وكان يجلس فى شرفته امرأة ، وزوجها فذهب والد جاسر ، ووالدته ، وجاسر للإلقاء السلام ، والتحية عليهم .
وبديهياً علم أحمد أنهم جيرانهم ، ووضح له أنهم على علاقة وثيقة بهم ، ولم يعبأ أحمد كثيراً بهذا ، ولم يذهب حتى ليسلم عليهم ، فهو لا يعرفهم ، وانهمك فى إدخال حقائب السفر إلى داخل المنزل ، وصعد الجميع للمنزل بعد السلام ، وإلقاء التحيات على الجيران .
وبدأ أحمد ، وجاسر فى تغيير ملابس السفر ، وارتداء ملابس المصيف ، وجلس الجميع لتناول طعام الغذاء ، الذى قامت والدة جاسر بإعداده مسبقاً فى القاهره ، وأحضرته معها ، وبعد تناول الطعام دخلا إلى غرفة جاسر ليستريحا قليلاً .
وعندما حل الظلام أخذ جاسر أحمد ، واستأذنا من والده ، ووالدته ونزلا وركبا السيارة ليتجولا فى المدينة .
وكان كل ما يتوقعه أحمد ، أو كل ما كان يتمناه على وجه التحديد ، هو أن يذهب إلى شاطئ البحر ، ويجلس هناك ، ولكن جاسر أشار عليه له بالجلوس بأحد المقاهى السياحية .
فاعترض أحمد قائلاً : ألن نذهب لنجلس على البحر ؟
رد عليه جاسر قائلاً : سنذهب فى وقت آخر ، أما الآن فسنذهب إلى ذلك المقهى ، وأشار إليه وقال له سأعرفك ببعض أصدقائى ، وهم أيضاً جيراننا .
ذهب معه أحمد ، والضجر يملئه ، فقد كان يريد أن يختلى بنفسه على شاطىء البحر .
لاحظ جاسر ذلك الضجر ، الذى بدا واضحاً جلياً على وجه صديقه فقال له : لا تضّجر هكذا ، إننى على ثقة بأنك ستسعد بمعرفتهم ، وستستمتع بصحبتهم فهم ودودين جداً ، ومن خير من عرفت من الناس .
هم أحمد أن يرد على جاسر ..
وكانا يسيران على مقربة من المنضدة ، التى يجتمع حولها أصدقاء جاسر ..
حتى كانت المفاجأة الكبرى ..
التى لم يكن يتوقعها أحمد من قريب ..
أو من بعيد ..
ويا لها من مفاجأة ..
تلك التى جعلته يتسمّر فى مكانه ..
وهو لا يصدق ما تراه عينه ..
لا يعرف ماذا يقول ..
وماذا يفعل ..
كل ما فعله هو أنه ...
وقف يحدق أمامه طويلاً ..
وظل يقول لنفسه هل هذا معقول ..
لالا .. لا يمكن ..
هذا غير معقول ..
هل ما تراه عيناى حقيقة ..
أم أن هذا خداع بصرى ..
أم ترانى فى أجمل خيال مرّ بطيفى ..
أم هو سراب العاشق الذى يحلم بحبيته ....
********
تعليقات
إرسال تعليق