يمكنك أيضاً قراءة بقية الحلقات من خلال هذا الرابط: حلقات رواية فيلا العجمي
فيلا العجمي { الحلقة الحادية والعشرون }
أحــمـد غــاضــباً
إتصل أحمد بجاسر ، وعلم أنه بمنزله ، وقال له أنه فى الطريق إليه لأنه يريده فى أمر عاجل ، وعلى جانب كبير من الأهمية ، ولا يمكن تأجيل هذا الأمر ، وحينما جلس أحمد مع جاسر فى منزله داخل غرفته ، وبدون أية مقدمات .
قال له : كيف تفعل هذا يا جاسر ؟
جاسر :ماذا فعلت ؟
أحمد : ألا تعلم حقاً ما فعلت ؟
جاسر : ماذا تقصد لا أفهم .
أحمد : حقاً لا تشعر بما فعلت ، أم أنك تحاول أن خداعى ؟
جاسر ( لم يتوقع علم أحمد بما حدث ): لماذا تتحدث بالألغاز هكذا ، قل لى ماذا حدث ؟
أحمد : إن ما فعلته قد سبب لى ، ولك حرج شديد جداً .
جاسر : قل لى ماهو :
أحمد : سأقول لك ..
هل تعلم أين كنت الآن ؟
جاسر : لا لا أعلم بالطبع أين كنت .
أحمد : كنت عند رامز فى المنزل .
ظهر الإضطراب على وجه جاسر حينما سمع ذلك، وتيقن بعلم أحمد لما حدث .
وقال لأحمد ( متظاهراً بالبراءة ): وماذا كنت تفعل هناك ؟
أحمد : ذهبت إليه بناءً على طلب والدته ، فقد إتصلت بى أمس ، وطلبت منى أن أذهب إليها اليوم .
جاسر : وهو يحاول أن يسيطرعلى إنفعالاته ، ولماذا طلبت منك الذهاب إليها ؟
أحمد : ( وهو ينظر إليه شذراً ) ..
حقاً لا تعرف ؟
جاسر : ( وقد إمتقع وجهه) حقيقة لا أعرف .
أحمد : كم أنت ماكر يا جاسر .
جاسر : لماذا تقول هكذا .
أحمد : إن الإنفعال ، والإضطراب الذى أراه بادياً على وجهك ، يوضح لى أنك تفهم كل ما أعنيه .
جاسر (محاولاً إخفاء إضطرابه) : أى إضطراب أنا لا أفهم شيئاً ، فأنت مازلت تتحدث بالألغاز .
أحمد (بتهكم شديد): حقاً إذن لن أتحدث بالألغاز ، وسأقول لك لماذا طلبت منى والدة رامز الذهاب إليها .
حكى أحمد لجاسرعن كل ما حدث ، بدءً من مكالمة الهاتف التى جرت بينه ، وبين والدة رامز حتى ذهابه إليه .
رد عليه جاسر قائلاً : إن كل ما قيل لك هو محض كذب ، وإفتراء .
أحمد : حقاً ، ولماذا يكذبون ، ولماذا يدّعون عليك فعل شيىء كهذا .
جاسر : حقيقة لا أعلم لما يكذون على هكذا .
أحمد : أذكر لى سبب واحد يدفعهم إلى ذلك .
جاسر (محاولاً الظهور بمظهر الغاضب) : قلت لك لا أعلم لماذا لا تريد أن تصدقنى ؟
أحمد (متجاهلاً سؤاله): منذ متى ، وأنت تعرف رامز ، وعائلته ؟
جاسر : قرابة الخمس سنين ، أو أكثر .
أحمد : وما رأيك بهؤلاء الناس ؟
جاسر : حقيقة هم من أفضل من عرفت .
أحمد : هل حدث بينك ، وبينهم أى خلاف فى يوم ما ؟
جاسر : إطلاقاً لم يحدث بيننا إلا كل خير .
أحمد: إذن أخبرنى لماذا سيّدعون عليك بشيىء خطير كهذا؟
جاسر : حقيقة لا أعرف .
أحمد : هل تحب جيهان ؟
مع أننى واثق أن مثلك لا يعرف معنى كلمة الحب .
جاسر : لا لا أحبها إطلاقاً .
أحمد: حتى لو كذبت، وقلت أنك تحبها فإننى لن أصدقك.
جاسر : ولماذا لاتصدقنى ؟
أحمد : لأن من يحب لا يفعل بحبيبته مثلما فعلت أنت .
جاسر ( فى شيىء من العصبية ) : قلت لك لم أفعل أى شيىء.
أحمد : إنك مازلت ترواغنى ، وتكذب على ، وأنا أقول لك إنك فعلت ما فعلت ، ولدى الدليل على ذلك ، فأنت تعرف أننى رجل يحب الحق، والعدل ، ويكره الظلم .
جاسر (متهكماً) : وما هو دليك ؟ هذا إن كان لديك أى دليل أصلاً.
أحمد : نعم لدى الدليل ، وسأقوله ، وصدقنى ستفاجأ مما ستسمعه منى الآن .. لقد رأيتك ، وأنت تحاول فى يوم عيد الميلاد أن تتحدث مع جيهان ، وتحاول أن تمسك يدها ، ولاحظت مدى الضيق الذى بدا واضحا على وجهها ، وقد ظننت وقتها ذلك الضيق من جراء مزاحك السخيف ، الذى أكرهه منك فى كثير من الأحيان وتحدثت معك مراراً وتكراراً بشأنه.. لكنه يبدو إنه لا أمل فى إصلاحك ..
وكما لاحظت أيضاً أنك دخلت خلفها ، إلى شرفة المنزل لكنى لم أكن أتخيل أنك بكل هذه الوقاحة ، والحماقه ، وعندما سمعت من والدة ماريانا ، وجيهان ما حدث تأكدت فعلاً من صدق حديثهما.. لذا أرجو ألا تستمر فى كذبك علي مرة أخرى .
نكس جاسر رأسه إلى الأرض فى خجل ، وهو يقول : نعم لقد فعلت ذلك ، ولكن صدقنى لا أعرف كيف فعلت ذلك .
رد عليه أحمد غاضباً ، وقد إشتدت ثورته عليه ، وهو يقول له : أنت يا جاسر تفعل ذلك ، ومع من ..
مع رامز الذى أئتمنك على بيته ، وأهله ..
أنت الذى يخون الأمانة..
لم أكن أتصور أنك بهذه الوضاعة ، والحقارة أبداً ..
كيف طاوعتك نفسك على ذلك ؟
كيف قل لى بالله عليك بل ، ولم تكتفى بذلك بل حاولت أيضاً أن تدعى عليهم أنهم كاذبون .
حقاً ما أحقرك .
جاسر : كفى يا أحمد إن كلامك يمزقنى ، ويؤلمنى ثم إن رامز إئتمنك أنت أيضاً .
أحمد : وقد إستشاط غضباً أنا لم أخن الأمانة مثلك ، فأنا أحب ماريانا ، ويعلم الله كم أحافظ عليها ، وأرعاها ، وأصونها إننى أضعها داخل عينى ، وأخاف عليها من نسمة الهواء .
ولا يمكن لأحد أن يحبها ، ويصونها مثلى ، وأننى لم ، ولن أقدم على فعل حقير وضيع كالذى فعلته أنت أبداً ..
فلا تقارن نفسك بى مطلقاً ، فأنت لاتعرف الحب ، ولا يمكن لمثلك أن يسمو لفهم هذه المعانى النبيلة ، والرقيقة.
فأنت ، ومن هم على شاكلتك ، لاتعرفون سوى تلك الأفعال القذرة الوضيعة .
وأنت تعلم إن ما أقوله هو الصواب ، كما إنك تعلم أيضاً أن ماريانا هى كل حياتى ، وأننى أريدها زوجة لى ..
ولو كانت الظروف مناسبة ، لكنت طلبت يدها من والدها على الفور دون تردد .
لكن ماذا أقول ، يبدو حتى إنك حتى لا تفرق بين الحب الطاهر ، وأفعالك الحقيرة التى يندى لها الجبين .
جاسر : كفى يا أحمد لقد آلمتنى جداً..
لقد جرحتنى بما فيه الكفاية .
أحمد : ليتك حقاً تتألم ، وتشعر بالخزى ، والألم مما فعلت..
جاسر : أرجوك كفى يا أحمد .
أحمد : نعم صدقت إلى هنا ، وكفى ..
صدقنى كل ما أنا آسف عليه ..
هو أننى خُدعت فيك طوال تلك السنين الماضية ..
وأننى لا يشرفنى أن يكون لى صديق مثلك أبداً ..
فأنت أصغر شأناً من أن تكن صديقاً لى .
جاسر : ماذا تعنى يا أحمد ؟
أحمد : ما أعنيه أعتقد أنه واضح جلّى لا يحتاج إلى أى تفسير ..
يا جاسر .. إن ما كان بيننا من صداقة قد إنتهى إلى الأبد.
ولا يمكن أن تعود صداقتنا كما كانت من قبل .
أرجو أن تستغفر ربك عما فعلت .
وأن تعيد تقييم أفعالك .
حتى تحظى بإحترام نفسك ، قبل إحترام الجميع .
تلك النصيحة .. هى كل ما أستطيع أن أقدمه لك .
بحق كل ما كان بيننا من صداقة طويلة ..
********
تعليقات
إرسال تعليق